لا شئ بعدك يغفر للدنيا هذا العذاب الذي تصبه عليّ .. ،
أنا الملعونة دوماً بانتظار لا ينطفئ ..
المسكونة بأحلام تتكثف في فصول ابتعادك ..
لا شئ بعدك يهب رحيلك شرعية ..
أو يُخمِد غضبي المصبوب على مطارات الحزن ..
وأرصفة الصبر ..
ومحطات الحنين العظمى ..
وفارق التوقيت المقيت الذي يمنعني عنك كلما هبّ من الحنين نسائمه .. ،
لا شئ بعدك يطهرني من فكرة تضحيتك بي ..
في سبيل أمل معلق على باب الله ..
لا شئ بعدك يرجم الشماتة التي تحيط بي الآن ..
وأنا أرثيني في لحظات احتياجك هذه .. ،
\
ترى ..
كم سأهبك من عمري بعد .. ؟
أنا الطفلة التي لم تعشق قبلك .. ولا تدري
كم سيستنزفها التعلق بك .. !!
ترى ..
كم سأبكيك في برد الغياب .. ؟
أسئلة تهم بي ..
وأنا أدرس بريق عينيك المخبأ بين يدي الراعشتين .. ،
هل سيحفظني حبك من أوجاع مستقبل أجهله ؟؟!
هل سترعاني برحمتك في مساءات الخوف .. ؟؟؟
اعترف لي ..
أيبلغ بك الحب حدا سيحفظني فيه معك .. ،
بلا نحيب ولا حزن ولا انكسارات تهوي بقلبي في غياهب الألم .. ؟؟
أتستحق فعلاً ..
هذه المغامرة العظيمة التي أتوغل فيها – واثقة بك كل الثقة – .. ،
على أن أنجو في نهايتها من خناجر الخيبة .. ؟؟!!
\
أتعدني ..
أن تحفظني من قسوتك .. إن أصابتك عدوى السأم .. ،
وأن تتذكر أن هذه المرأة التي تمثل أمامك بكل ضعفها وصدقها
هي طفلة كنتَ أنتَ عشقها الأول .. وحلمها الأخير .. والدعاء الذي طرقت به باب الله دوماً ؟؟
أتعدني ..
أن تستر كل ما بيننا من احتياج ..
وأن تتناسى فنون افتقادي لك ..
ولا تقصها على نساءك من بعدي .. ؟؟
أتعدني ..
أن تحترم صدقي معك ..
وعفويتي في التعبير عن أشواقي الطفولية ..
ولا تسخر من مراهقتي المحمومة ولا من طفولتي الساذجة .. ؟؟؟
أتعدني ..
بأن تغفر لي كل عثراتي في فصول التعبير لك .. ،
عن غيرتي عليك ..
واحتياجي لعينيك ..
وكل الجراح التي جرّعتك إياها بلا قصد مني ولا تدبير ..
سوى أني امرأة أحبتك أكثر مما يجب .. ؟؟
\
أخشى أن تستيقظ ذات يوم على حقيقة أني لم أكن حلمك الأجمل ..
ولا طفلتك الأروع ..
ولا اكتشافك الأعظم ..
أخشى أن تدرك أني لم أكن أستحق وفاء انتظارك .. ،
ولا صدق أشواقك ..
وأني عادية ..
بسيطة ..
امرأة تتكرر بروتين عقيم .. ،
ليس السأم ما أخشاه منك ..
بل احتمالية أن تنسى كم كنتُ لك .. وطنك كله .. ،
وطنك الذي ترتعش في ليل الغربة إليه احتياجاً ..
وتدرك تماما أنك لا تتم إلا به ومعه وقربه ..
يرعبني التفكير في مساء تتأملني فيه ..
دون أن تجد معي سكينتك التي حلمت بها .. ،
ولا أمنك الذي حسبت أن بي مستقره ومنتهاه ..
ولا حالة الاكتمال التي تصدق بها أني نصفك الأوفى ..
،
أخشى أن تدسني في معادلة اختيار صعبة ..
وأن تظن ولو لوهلة اني امرأة يمكن التعويض عنها بكل شئ .. بأي شئ
وأنك إذ تفتقدني قادر على بتر كل أشواقك إليّ ..
\
أخشى أن أحبك ..
أخشى مما قد يلي هذا الانغماس العاطفي العميق ..
من التضحيات التي ستضطرني إليها ..
من الانكسارات التي ستسوقني إليها ..
من الحزن المخنوق في حنجرتي كي لا أزعج أحلامك السعيدة ..
من البكاء المكدس على أرفف القلب ..
من العبرات المتخثرة على مدامع الحاجة ..
من كل ألم قاسٍ قد أتجرعه مضطرة في حضرة قلبك لأجلك .. ذات يوم ،
تنسى فيه كم أحببتني .. فتقسو ،
خائفة منك يا سيدي ..
خائفة منك ..
خائفة منك ..
هذا كل ما وددت قوله في لحظة اعتراف صادق ..
فاقص إلى قلبك الذي أحببته :
( أصدق كل " أحبك " تدسها في رسائلك إليّ ..
أصدق كل " أفتقدك " ترددها في حضرة أشواقنا ..
لكنني لا أثق بالعمر ..
ولا بالمستقبل ..
ولا بتقلبات قلبك الجميل .. )
احدث المواضيع: