عندما ترحل عني 
لا ! 
لا تطعني شموخ الوداع بتفاهة الإيضاح .
لا تشرحي لماذا كان علينا أن نفترق .
فأنا أدرك أنه ما كان ينبغي لنا أن نلتقي . 
إذن , كانت نزهتنا القصيرة بين النجوم .
زمردة سرقناها من خزائن الزمن الحديدية بدون حق .
وأذن , كان جنوننا اللذيذ انفلاتا مؤقتا من سلاسل الحكمة والاتزان .
وإذن , كان الانفجار المتدفق شعرا وعطرا 
وكروما وشلالات حرير نزوة عابرة عاد بعدها 
البركان الصامت القديم إلى وقارة الصامت القديم . أريد أن أقول :
إن ما كان , على قصره , يظل دائما وأبداً جزأً
من خارطة الزمن , زمني وزمنك وزمن الأشياء التي أحببناها وأحبتنا 
الأشيــــــــــــاء ؟ 
صخور البحر , القارب العتيق , الغروب , الشجيرات 
وشريط الموسيقى الذي يجهش " عندما ترحل عني تذكرين ؟! 
أما انا فعندما أعود إلى أعود إلى الكثبان والوديان 
فسأحمل في صدري ربيعاً صغيراً متنقلا تختزنه 
نظرة من نظراتك الكستنائية . 
أما العطر ... اما العطر فقد التحم بخلايا الذاكرة 
واختفى بين الكريات البيضاء والحمراء .
لا تتكلمي ! 
إذهبي إلى شاطئ واجلسي على الصخور وتأملي 
الغروب يلف الشجيرات والقارب العتيق ودعى 
شريط الموسيقى يحقق كل تنبؤاته الدامعة ! 
عندما ترحل عني ..
غازي القصيبي
		
		
		احدث المواضيع: