النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مااصعب الابتعاد عنها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    السويد
    العمر
    29
    المشاركات
    33
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي مااصعب الابتعاد عنها

    ما أصعب الأبتعاد عنها

    أنزلقت من سريرها بخفة متجهة نحو باب الحجرة بعد أن سمعت طرقها . . فتحتها بإضطراب وعلى وجهها بؤس ينبع من قلبها اليأس . . " فرح !؟" . . قالتها بهدوء وفي عينيها تسأولات كثيرة . . أسطردتها صديقتها قائلة " إن أردت الأبتعاد عن غزوان رشيد فانا أفهمك ولكن أن تبتعدي عن صديقتك هذا ما لا أفهمه . . إنك لم تتركي لي عنوان أهتدي له . . أو حتى وداع بحق الصداقة التي جمعتنا طوال تلك الأعوام الثلاثة . . ما الذي يجري يا بيداء ؟".
    تغرغرت في عينيها دموع ساخنة ثم أسرعت بمعانقتها قائلة " أنا أسفة . . فكل شيء حدث بسرعة ".
    -" أي سرعة تتحدثين عنها. . تعرفك على غزوان رشيد . . تقديم العون له . . ثم هربك منه . . بيداء لم أعهدك ضعيفة بهذا القدر ".
    -" الآن . . بلا . . ضعيفة. .".
    -"بسبب الحب . . " أعترضتها لكنها أكملت مضيفة " حبك لغزوان رشيد هو ساقك إلى هذا الضعف الذي تعيشنه . . عليك الإعتراف بهذا ".
    إبتعدت عنها نحو النافذة وهي تصوب بناظرها إلى الأشجار التي تبعد عنها عدة أمتار . . فهي تعيش في حجرة صغيرة في وسط الريف حيث بيت أقربائها لا يبعد عنها عدة أقدام . . " ربما ما تقولينه صحيح . .ولكن ليس لي حلا أخر ". . قالتها بصوت مضطرب حزين .. أقتربت منها فرح وعلى وجهها أستنكار " أنا لا أفهمك . . إن كنت تحبين غزوان لما الهرب منه . . وهويحبك ". .
    -" أيمكن إن يدخل الحب عبر سماع الصوت وتبادل مختلف المواضيع . . خاصة يدخل قلب شاب كثير الوسامة مقارنة بأقرانه ، ثري و إبن سياسي كبير في البلد. . إنه خيال فقط أو قصة من قصص ألف ليلة وليلة"
    -" بل أنه الواقع الذي يقول أن غزوان يحبك ولم يكف عن البحث عنك ولم ييأس من العثور عليك ".
    -"أي حب هذا . . تأكدي أنه سينساني مع الوقت ".
    -" لا أويدك . . أنا متأكدة أنه لن ييأس حتى يجدك "
    -" وأن حدث هذا . . لن يتغير هذا . . لأنه ما أن يراى وجهي حتى يقول في داخله أهذه هي الفتاة التي تصورتها يوما في أحلامي . . فانا واقعية يا فرح . . من أنا لأصل ما هو عليه . . أنا مجرد أنسانة بسيطة حتى القدر القليل من الجمال لا أملكه. . " . قالتها وهي تمعن في المرأة . . فهي ذات شعر بني داكن مجعد ، ذات بشرة سمراء بعينين نرجسية صغيرة وأنف كبير وفم صغير . . إنها محقة . . فهي لا تملك ذلك الجمال الظاهري ولكن تملك شيء لم تملكه الأخريات من اللواتي عرفهن غزوان رشيد وهو الجمال الداخلي . . فقبل خمسة أشهر أوكلت لها مهمة عناية مريض أبن مسؤول سياسي كبير في الدولة بحكم إنها ممرضة ذات كفأءة كبيرة أستلمت مهمتها دون أن تعلم إن هذا العمل سيغير من مجرى حياتها. .فالمريض رجل في مقبل الشباب جذاب ،جميل الوجه ، ذو وسامة تجعل أي حواء تقع في شباكه بسهولة ، عرف الكثيرات في حياته لكنه في حادثة بسيطة في سيارته جعلته يفقد بصره مع أمل لإستعادته وقد أدى هذا إلى دخوله مشفى خاص لتلقي العلاج وهناك تعرف على الممرضة بيداء . . إنسانة بسيطة المظهر كفوءة العمل ذات ثقة كبيرة بما توديه رغم إنها لا تملك إلا القدر القليل من أنوثة المرأة . . تعرفت عليه في أوقات عصيبة في حياته كان كثير التذمر ، متشائم وحقود لما أصبح عليه ، ولكن مع مرورالأيام وزدياد تعرفه عليها بدء خيط رفيع من الأمل في حياته وأخذت تتمثل حياته السابقة أمام مخيلته . . مغرور لم هو عليه من الجمال والثراء والترف الذي جعل منه دونجوان عصره تعرف على الكثيرات من الفتيات ومل منهن لشعوره إنه يبحث عن مميزة ولكن لم يجدها حتى دخل إلى المشفى وتعرفه على الممرضة بيداء الذي وجد في صوتها حنان لم يألفه في أصوات الكثيرات ،حتى أنه رسم من خلال صوتها صورة لفتاة جميلة علقها في مخيلته . .تعلق بها كثيرا بعد أن تعرف على ما تملكه من عقل ناضج . . أخبرها عن ماضيه الحافل بالذكريات العاطفية فضلا عن أيام طفولته وأيضا أسراره . . تكلم معها في مواضيع لم يتكلم مع فتاة سبقتها وأستطرق معها أمور لم يفكر فيها من قبل تهم مستقبله وما يطمح إليه حتى صارت له إنسانه لا يمكن مفارقتها . . أمضى صداقته معها ثلاثة أشهر حتى اليوم الذي أجرو له عملية على يد أمهر الاطباء ليستعيد بصره طوال تلك المدة . . كانت هي بجانيه تمسك أنبوبة الأوكسجين الموضوعة على مجرى تنفسه . . لقد كانت بجانبه في أصعب موقف مر في حياته وهو لم يبلغ السابعة والعشرون من عمره بعد . . ثم تلك الليلة التي سبقت اليوم الذي سيرفعون عن عينيه الضمادات ليعرفوا ما آلت له العملية
    كلا منهما يتذكر تلك الليلة . . فهو يحمل خوف من نتأئج العملية وشوق لرؤية الإنسانة التي تمثل له الملاك في أيامه العصيبة ومن ناحية أخرى هي كانت تحمل كلمة الوداع له وللأيام التي أمضتها معه فواجبها ينتهى مع نجاح العملية . . كان هو ممددا على سريره يسبح في فضاء أحلامه التي تتجدد مع تفائل الأطباء في أستعادة بصره من جهة ومن شوقه لرؤية ذلك الملاك الذي كان بجانبه حتى إنه تبسم وهو يسمع صوتها الهادى الحنون وهي تتكلم مع الطبيب الذي جاء قبل برهة ليطمئن عليه ويسدي النصح وما هي لحظات من خروج الطبيب حتى علق قائلا يملئه البهجة:-
    -" أذن في الغد سيرفع عن عيني الضمادت " .
    -" نعم . . هذا ما قاله الطبيب ". . أجابته وعيناها تكاد تغرغر دمعا وصوتها يضم عبرة لبكاء ساخن . . فقد أخذت إجازة مفتوحة دون راتب من مسؤليها دون أن تخبره بهذا فهي لا تريد أن يراها. .لخوف تظمه بين طيات قلبها . . فهو الرجل الوحيد الذي عبر عن إعجابه لها ورسم لها صورة جميلة في مخيلته لها دون أن يرى حقيقة مظهرها.
    -" وأنت ما قولك ؟ ".
    -" أقول بالتأكيد . .سأكون سعيدة بعودة بصرك إن شاء الله".
    -" أتمنى ذلك . . وأتمنى أن يكون وجهك هو أول وجه أره " . . قالها وعلى ثغره إبتسامة شفافة تنبع من سعادة تغمر قلبه.
    -" لماذا ؟ . . لماذا تريد رؤية وجهي ؟".
    -" لأني أحتفظ بصورة لك في مخيلتي وأود التأكد إن كانت تشبهك أم لا ".. أقتربت منه محاولا تغطيته بالملأة جيدا، لكنه أمسك يدها بخفة فستطردته قائلة وهي تسحب يدها برتباك مجيبة بصوت يحمل في عنبراته إحتجاج وغضب " سأوفر لك عناء ذلك وأقول لك كن أكيدا إني لست أشبهها . . ". .ساد الصمت لحظات حتى سمع صوت مفتاح الباب وهو يفتح يرافقه صوتها قائلا " ليلة سعيدة " . . أنا أسف هذا ما قاله ولكن ربما الوقت قد داهمه وهو يسمع الباب وهي تغلق . .لكنه كان أكيدا أنه في الغد سيقدم لها إعتذاره ، وجاء الغد بخبر نجاح العملية وإستعادة بصره من جديد و خبر إجازة ملاكه وإبتعادها عنه . . في البداية ظن إن الأمرلن يدوم عدة أيام وسيراها لكنه مع مرورأسبوعان بدء الأمر غريبا له وهو يجد في داخله شعورا غريبا تجاهها ولهفة في لقاءها حتى بدء يبحث عنها ويتسائل عنها ويستفسر من كل من عرفها حتى علم إنها ليست كما ظن . . فتاة جذابه تلك قدر من الجمال ما يجعل الرجال يحتاجون لوقت لتأملها . .بل هي فتاة لا تملك أقل ما تملكه فتاة إعتيادية المظهر والشكل . . ولكنه بدلا من أن يتراجع ويكف عن البحث بل أزداد أصرارا مع الذكريات التي تلاحقه . . صوتها ، تفائلها وذلك الحنان الممزوج بقسوة الحياة .
    -" ولكن لم تخبريني كيف عرفتي مكاني إختبائي!". . قالتها بيداء لفرح وعلى وجهها علامة التعجب .
    -" لقد خمنت فقط . . فقد ذكرتي لي سابقا إن لك أقرباء في الريف تذهبين لزيارتهم عند حاجتك لتغير الجو وصادف يوم أعطيتني رقم هاتفهم ومن يسأل لا يتيه. . . والآن إلى متى ستستمر هذه اللعبة . . لعبة الإختباء كما تسمينها ".
    -" إنها ليست لعبة "
    -" أذن ماذا يعني أن تختفي فجأة دون سابق أنذار . . وغزوان رشيد بأمس الحاجة لك ".
    -" هل أصابه مكروه ما ؟" . . قالتها وقد شحب وجهها الذي بدت ملامح القلق فيه ظاهرة .
    -" نعم . . أصيب بالإحباط لغيابك المفاجئ وربما الآن هو في الهاستريا التي أعتدت على أخراجه منها ". . . فقد كانت هي من تساعده على الخروج من نوبة الهستريا التي كان يصاب بها من حين إلى أخر بعد الحادثة وذلك لشعوره باليأس والإحباط المتزامن مع نفسته المحطمة أثر فقدانه البصر .
    -" لا أظن إنه بحاجة لي بعد الآن . . فقد إستعاد بصره وهناك الكثيرين من حوله يقدمون العون له ".
    " لكنه بحاجة إلى عونك أنت فقط ".
    -" ومن أنا بالنسبة له ".
    -" هدفه الذي يطمح لوصوله ".
    -" لم أفهمك !؟"
    -" أكررها لك إنه يحبك . . وإلا ما تفسيرك في أصراره للعثور عليك مهما كان الثمن ". . أخذت تفكر مبتعدة عن صديقتها وأسئلة تتردد في ذهنها . . ماذا عنها ؟ . . ماذا فعل هو بها ؟ . . لقد سلب منها حريتها وقيدها بمشاعر الحب تجاهه ؟ . . فبعد إطراءته لها والرعشة التي شعرت بها عند مسكه ليدها لم تعد بمقدورها المقاومة . . مقاومة ذلك الحب المستحيل . . عندها قررت الهروب منه . . تاركة ورأءها رجل يحمل في مخيلته صورة لها قد رسمها بريشة أفكاره التي كونها عنها . . فتاة بوجه حسن ..فضلا عن إنه يحمل من الصفات لا تقدر إنثى مقاومته . . إتجه ناظرها نحو ألأفق البعيد وهي تلمح عينيه الرصاصيتين التي تبدو كزجاج خلفه ماء يظم عكورة خفيفة وكإنها تحاول أن تدمع ، كان تشبيه يفوق تصورها . . فعينيه بكل بساطة . . ساحرتين وماذا عن بشرته الحنطية وشعره وشاربه الخفيفان المائلان إلى الإشقرار . . ملامح وجه البريء ما زال معلق في ذاكرتها . . وهو بالمقابل قد تحطمت الصورة التي رسمها لها في مخيلته فتاه في دوامة الأفكار ... كيف تكون بيداء . . ملاكه الحارس،بعد أن وصفوها له. .هل هي حقا كما يقولون ؟ . . أم إنها . . ؟. .
    -" بيداء . . عليك العودة إلى عالمك ".
    -" حتى وأن كان عالمي يحمل من قسوة الواقع ".
    -" نحن في الواقع الذي لا مفر منه ".. . قالتها وهي تضمها بإحظانها . . فهي أقرب صديقة لها وهي تدرك إي جوهر هي بيداء رغم إنها جوهرة غير مصقولة .

    احدث المواضيع:


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    Sweden
    المشاركات
    7,065
    المزاج
    Relaxed
    معدل تقييم المستوى
    52

    افتراضي

    عاشت الايادي الحلووة عالموووضوع الحلووو
    تقبلي مروري و تحياتي


    68::

    ع ــراق الكــل .. الاسم دائما عالبال


  3. #3
    JoJo 4 ever غير متواجد حالياً أداريـة سابـقا

    صاحبة افضل موضوع لعام 2008
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    2,864
    المزاج
    Cold
    معدل تقييم المستوى
    37

    افتراضي

    عاشت الايادي عالموضوع الحلو..
    تحيااتي..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بغداد
    العمر
    35
    المشاركات
    5,044
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    شكرا عل موضوع

  5. #5
    الصورة الرمزية HiT_M@n
    HiT_M@n غير متواجد حالياً رئيس اقسام الاغاني و الموسيقى سابقا
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    Sweden ..
    العمر
    32
    المشاركات
    6,009
    معدل تقييم المستوى
    41

    افتراضي

    عاشت ايدج على الموضوع ..

    صدك روعه يا روعه ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    786
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي

    مشكوررررررررررررررررررررر على الموضوع

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    فُــيَ قــَلٌب مٍحـبوَبــٌي
    العمر
    31
    المشاركات
    4,600
    المزاج
    In Love
    معدل تقييم المستوى
    44

    افتراضي رد: مااصعب الابتعاد عنها

    يسلمو عل موضوع الحلو
    ولا تحرمونا من جميلكم المميز
    تحياتي...


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •