النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: جبرائيل عليه السلام يدس التراب في فم فرعون

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    العمر
    43
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    0

    Group Syria (4) جبرائيل عليه السلام يدس التراب في فم فرعون

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال :
    ( لما أغرق الله فرعون قال :
    { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } ( يونس : 90 ) ،
    فقال جبريل عليه السلام : يا محمد ، فلو رأيتني وأنا آخذ
    من حال البحر فأدسه في فيه ؛ مخافة أن تدركه الرحمة )
    رواه الترمذي .
    معاني المفرادت :
    حال البحر : طينة البحر .....في فيه : في فمه

    تفاصيل القصة
    على مدار التاريخ القديم لم تشهد البشريّة طاغية متجبّراً ولاباغيةً متسلّطاً كمثل فرعون حاكم مصر ، فسيرته قد سُطّرت بدماء الآلاف من الأبرياء الذين وقعوا تحت سطوته ، ذلك الفرعون الذي نُزعت الرحمة من قلبه فلم يعد لها مكانٌ للضعفاء ولا المساكين ، ولا الأبرياء والمضطهدين ، لم يرحم أمّاً ولا طفلاً ، بل أصدر أوامره بقتل الأولاد واسترقاق النساء ، فكان حقّاً كما قال الله :
    {إنه كان عاليا ًمن المسرفين } ( الدخان : 31 )
    ومن إسرافه على نفسه وظلمه لها ادّعاؤه بكل عنتٍ واستخفاف الألوهيّة من دون الله ، ثم هو يسوق الدلائل الساذجة التي لا تُقنع غِرّاً ساذجاً ،كما جاء في قوله تعالى :
    { ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون }

    الزخرف 51 ،
    وقوله تعالى : { وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من
    إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين }

    القصص : 38
    وتمرّ الأيام حتى تأتي نهاية هذا الظالم ، في مشهدٍ ذكرالقرآن لنا طرفاً منه ،

    وجاءت القصّة النبويّة التي بين أيدينا لتضيف تفاصيل أخرىلتلك اللحظات ،فبعد أن ضرب موسى عليه السلام بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم ، سار بقومه وجاوز بهم البحر ،فأتبعه فرعون بجنوده، حتى إذا تعمّقوا في الدخول أمر الله البحر فانطبق عليهم ، ليغرق فرعون ومن معه ،


    قال الله تعالى:
    {فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم } يونس90
    وفي هذه اللحظات الحاسمة التي أوشكت
    فيها الروح على الخروج ، اعترف فرعون بالألوهيّة علّه ينجو
    من الموت ، قال الله تعالى :
    { حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوإسرائيل وأنا من المسلمين } يونس : 90
    ويراقب جبريل عليه السلام المشهد ، ويخشى أن تدركه رحمة
    الله الواسعة فتُقبل منه أوبته ، فيدفعه غيظه وحنقه أن يأخذ من طينة البحر ويدسّها في فمه ، حتى يمنعه من نطق الشهادة الصحيحة في الوقت المناسب ، ولكن هيهات أن تُقبل منه هذه التوبة وقد جاءت متأخّرةً للغاية ، قال الله تعالى :
    { آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ، فاليوم ننجيك
    ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون }
    يونس : 91 – 92
    وهكذا منّ الله على أمّة بني إسرائيل ، فبموت فرعون انتهت
    فصول معاناتهم ، وتنسّموا هواء الحرّية والأمن والاستقرار بعيداً عن حياة
    الخوف والاستضعاف والإذلال.
    وقفات مع القصّة
    قصة فرعون مليئة بالعظات والعبر التي يجدر الوقوف عندها والاستفادة من
    أحداثها ، ولعلّ أهم ما نستفيده منها بيان ملامح سنّة الله تعالى في إهلاك
    الظالمين ، فنقول :
    أولا : قد يتمادى الطاغية في ظلمه ،ويعيث في الأرض فساداً ،
    فلا ينزل عليه العذاب ولا يستحق العقاب مباشرة ، بل نرى الله سبحانه وتعالى يُمهله ويعطيه الفرصة الكاملة للتوبة والإنابة ، وهذا هو عين ماحدث لفرعون فقد ظلّ على عتوّه وجبروته وادعائه للألوهيّة سنين عدداً ، ثم جاءه العذاب في نهاية المطاف ، على النحو الذي بيّناه سابقاً .
    وما إهلاك الله للظالمين إلا بسبب ذنوبهم التي اقترفوها ،
    ويشير ربّنا عز وجل إلى ذلك في قوله :
    { كدأب آل فرعون والذين من قبلهم
    كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكلٌّ كانوا ظالمين } الأنفال : 54
    والعجب هنا يتملّكنا من فرعون ، فقد رأى بعينيه البحر ينفلق فلقتين ، وهويعلم يقيناً صدق موسى عليه السلام ، وكان بإمكانه الهروب أو التراجع وفق منطق العقل ، لكن ذلك لم يكن ليُرضي غروره وغطرسته ، حتى لاقى مصيره المحتوم.
    ووقفة أخرى
    مع فضل هذا اليوم العظيم الذي أنجى الله فيه موسى عليه السلام وأظهره على عدوّه ، فقد كانت اليهود تحتفل به شكرا لله ، كما في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
    ( قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة واليهود تصوم عاشوراء ، فقالوا : هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون ،فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : أنتم أحق بموسى منهم فصوموا )
    وفي عدم قبول توبة فرعون في هذه القصّة إشارةٌ إلى أن من شروط التوبة أن تكون في زمن الإمكان والمهلة ، أما وقد بلغت الروح الحلقوم ، ووصل الإنسان إلى حال الغرغرة ، فهناك لا تنفع التوبة ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال :
    ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )
    رواه الترمذي و ابن ماجه .
    ووقفة أخيرة
    مع درس من أعظم الدروس ، وهو أن النصر
    والعزّة والتمكين للأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين أمرٌ
    لابد منه ولو طال الزمن ،أو تأخّر النصر

    احدث المواضيع:


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    PunK iZ NoT DEAD
    العمر
    32
    المشاركات
    1,315
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي

    عاشت الايادي عالموضوع الحلو والفيد


    مشــكور

    وننتظر ابداعاتك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •